الأربعاء، 28 سبتمبر 2011

المهندس بديع الزمان الجزري





المهندس العربي المسلم بديع الزمان أبو العز بن إسماعيل الرزاز الملقب بـ الجزري (1136-1206). و يعتبر الجزري أحد أعظم المهندسين والكيميائيين في التاريخ .

طبعا”وصلنا القليل عن علمه وكتبه وإنجازاته لأن أغلب هذه الكتب و الإنجازات موجودة في متاحف ومكتبات الغرب ،حيث تم تدمير وحرق أغلب هذه النفائس على يد المغول والتتار حين أحرقوا بغداد ومكتباتها، أما الباقي فقد تم نهبه وسرقته إبان الحرب الصليبية على المسلمين وكذلك عند سقوط الأندلس ولا ننسى ما تم سرقته على يد الإستعمار الفرنسي والبريطاني.

ومازال البعض من العرب و المسلمين يتسائل عن هذه النفائس و الكتب العظيمة للمؤلفين المسلمين أين يمكن أن يجدها ؟!!وبكل ثقة نقول إنها موجودة فعلا” في أوروبا وأمريكا،فقد وجدت نسخ من كتاب الجزري المعنون ب (كتاب في معرفة الحيل الهندسية) في متاحف أوروبا ومنها متحف اللوفر في فرنسا ،أما في أمريكا فتوجد نسخة منه في متحف الفنون الجميلة في بوسطن، وبالنسبة للمكتبات فهو متوفر في مكتبة جامعة أوكسفورد في إنجلترا ،والمتحف الإسلامي الوحيد الذي يضم نسخة من هذا الكتاب النفيس هو متحف توب كابي (متحف الباب العالي ) في تركيا وتحديدا” في إسطنبول.







ساعة الفيل الأسطورية

كان علم الجزري الواسع واحدا”من أساسات العلوم التي نهضت بأوروبا، فقد اعترف العالم لين وايت أن الكثير من تصاميم الآلات التي ابتكرها الجزري قد نقلت إلي أوروبا، وإن التروس القطعية ظهرت لأول مرة في مؤلفات الجزري،وأنها لم تظهر في أوروبا إلا بعد الجزري بقرنين في ساعة جيوفاني ديودوندي الفلكية، كما كان الجزري أول من تحدث عن ذراع الكرنك. كما ساهم الجزري في إبتكار آلات رفع المياه، وفي استخدام الكرات المعدنية للإشارة إلي الوقت في الساعات المائية.

وتكمن أهمية تصميمات الجزري بأن كافة آلات رفع الماء المعقدة ذات الزنجير والدلاء الموضوعة من قبله ،كانت تدور بقوة دفع الحيوانات وليس بقوة الماء وهو الذي وضع أساس الاستفادة من الطاقة الكامنة للمياه بشكل عملي.



يعدّ كتاب( كتاب في معرفة الحيل الهندسية ) من أهم كتب الجزري، وقد كلفه بتصنيفه الملك ناصر الدين محمود بن محمد بن قرا أحد سلاطين بنى أرتق بديار بكر، أيام الخليفة العباسي ناصر دين الله أبو العباس أحمد سنة 1181م. وقد أتم كتابته سنة (1206م)، أي أن الكتاب كان نتيجة عمل دام خمس وعشرين سنة من الدراسة والبحث ،و في هذا العمل قدم الجزري عدد كبير من التصاميم والوسائل الميكانيكية، إذ قام الجزري بتصنيف الآلات في ستة فئات حسب الإستخدام وطريقة الصنع. كانت أساس للتصنيفات الأوروبية في عصر النهضة.وفيه دراساته وأبحاثه في الساعات، والفوارات المائية، والآلات الرافعة للماء والأثقال. ويعد الكتاب “أروع ما كتب في القرون الوسطي عن الآلات الميكانيكية والهيدروليكية”.




مضخة ماء من إبتكار الجزري

وقد تمت ترجمة الكتاب لعدة لغات منها الإنجليزية والألمانية

المهندس الفذ والعبقري وتتلخص إختراعه في ساعة على شكل فيل ،والطريقة التي وصلت إلينا فيها معلومات عن هذه الساعة غريبة وعجيبة ،فقد رآها علامة عربي فذ آخر أثناء رحلاته بين أرجاء الأمة الإسلامية،ألا وهو شمس الدين محمد بن عبدالله بن بطوطة المشهور ب (الرحالة العربي إبن بطوطة) ،ووثقها في كتاباته التي عرفت فيما بعد ب (رحلات إبن بطوطة)،وهنا يتحدث المعلق على لسان إبن بطوطة عن الساعة المدهشة التي شاهدها بعد مرور أكثر من 100 عام على موت مخترعها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق